بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 يناير 2012

العراق مهد الحضارة الإنسانية ..... حضارة بلاد الرافدين

حضارة بلاد ما بين النهرين
محاور المقال:
u بلاد ما بين النهرين          w حمورابي مؤسس بابل
v الكتابة المسمارية            x الإمبراطورية الآشورية
توطئة
          × لقد برزت في الرقعة الواسعة المسمّاة الشرق الأدنى، أقدم حضارات حوض البحر الأبيض المتوسّط،التي تميّزت بسلطانها العظيم وبالمجهود البشري الهائل الذي صنع مجدها وخلّد ذكرها وخلّف آثارا فنّيا عريقة، هي حضارة مابين النهرين وبالإغريقية Μεσοποταμία  (ميزوبوتاميا) ، نهري الدجلة (Tigris)النمر نظرا لسرعة جريانه، والفرات (Euphrates) لعذوبة مائه، ينبعان من جبال تركيا وأرمينيا ويقطعان جبال العراق وسوريا وسهولهما حتى يلتقيان قرب القرنـة مشكلين النهر الكبير (شط العرب) الذي يصب في الخليج العرب. 
 أين ظهرت أولى النصوص  المكتوبة  عام 3100 ق.م. وقد ازدهرت على هذه الأرض حضارات عظيمة منها: الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية وغيرها، وكلها حضارات انتشر نفوذها إلى البلاد المجاورة ابتداء من الألف الخامس قبل الميلاد.        
إلا أن هذه الحضارات العظيمة بادت بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية سنة 612 قبل الميلاد.












¯الموقع الجغرافي لحضارة بلاد ما بين النهرين¯

                                     
العوامل التي ساعدت على قيام هذه الحضارة:
    × إن الموقع الطبيعي والجغرافي لبلاد ما بين النهرين، كان السبب الرئيس في قيام حضارتها، إذا تمتّعت بالشروط الضرورية للزراعة والصناعة، فأراضيها سهول فساح ووديان ضليلة،  أمّن لها المناخ الحرارة اللازمة، وهيّأت  لها الأنهار الغزيرة أسباب الخصب والنماء.  
× بتفاعل الإنسان مع الطبيعة على الصعيد الفكري والاجتماعي، أوجد حضارة هي الأولى بين جميع حضارات العالم، اتسمت بالأصالة والاتزان والسمو،إذ كشفت الحفريات آثارا رائعة أظهرت بلاد الرافدين موطنـا للتحضر منذ إشراقات المدنية الأولى، بالإضافة إلى آثـار الإنسان القديم بما يقدر بربع إلى نصف مليون سنة لاسيما في شمالها الشرقي وغربه.
وقد تراوح مناخها، ما بين المناخ الصحراوي الحار ومناخ حوض البحر المتوسط المعتدل، لتعتمد الزراعة فيها على الأمطار والري، فكثرت أشجار النخيل في الجنوب بينما  أشجار الزيتون والسرو والصنوبر والجوز واللوز والبلوط وغيرها في الشمال.
ليرتبط نشوء الحضارة في البلاد بنهري دجلة والفرات، بقيام القرى الزراعية الأولى على ضفافيهما وعلى ضفاف الجداول والغدران ، ودورهما الكبير في المواصلات الداخلية ونقل آثار الحضارة إلى المناطق المجاورة مع توسيع حركــة التجارة.
× فليست حضارة بلاد ما بين النهرين وليدة الصدف ولا يعود الفضل إلى المناخ والموقع والبيئة والثروات الطبيعية فحسب، بقدر ما يعود إلى صراع إنسان وادي الرافدين مع الطبيعة والأقدار وصولا إلى أول حضارة عرفتها البشرية، ذات وزن كبير على صعيد القيم والمنجزات
 وكلها شواهد قليلة جدا على ما عرفته بلاد ما بين النهرين من بواكير حضارية كانت سباقة بها على جميع الأمم وبلاد.
 uالحضارة السومرية:
× لم يصل علماء الإحاثة حتى يومنا هذا، إلى آثار مادية ملموسة تساعدنا على تحديد معالم الحضارة السومرية بدقة متناهية، إلا ما عرف بالكتابة المسمارية التي نسبت لها، واستعملتها الحضارات التي تلتها، فلا وجود لأثر مكتوب يدل على السومريين أنفسهم ولذاتهم، وإنما هي كتابات من جاء بعدهم من الشعوب كالأكاديين، فبحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية.
ليعود الفضل للسومريين في بناء معابد من الطوب الطيني، كانت مزينة بمشغولات معدنية و أحجار و اخترعت بها الكتابة المسمارية. و كان السومريون مسئولين عن الثقافة الأولى هناك من ثم انتشرت شمالاً لأعالي الفرات و أهم المدن السومرية التي نشأت وقتها آيزيدي  izd، ربما هذا يعود إلى ديانة الايزيدية حاليا في العراق و كيش و لارسا و أور و آداب. و في سنة 2330 ق.م. استولى الأكاديون و هم من الشعوب السامية كانوا يعيشون وسط بلاد ما بين النهربن وكان ملكهم سرجون الأول (2335 ق.م. – 2279 ق.م.) ليؤسس مملكة أكاد التي حلت  محل الحضارة السومرية.

                                         حسين دحو ــ أستاذ بجامعة ورقلة (الجزائر)

هناك تعليق واحد: